صحيفة "العرب" اللندنية
5/8/2019
هل يطرح الرئيس عباس
مبادرة سلام فلسطينية؟
ليس من شك في أن الموقف الصارم الذي اعلنه الرئيس عباس تجاه المحاولات الدائرة لإعادة العلاقات التفاوضية الفلسطينية/الإسرائيلية قد نجح في لفت انتباه دول العالم لخطورة الترتيبات الجديدة المعتمدة على مفهوم جديد ومختلف عن الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. بالرغم من أنه لايمكن التأكد حتى الآن ما إذا كان "إسقاط" تلك الترتيبات قد ينجح أو لا.
من ناحية أخرى فإن الإستراتيجية الفلسطينية القائمة على المقاطعة والرفض والإنزواء قد تقود على عكس القصود إلى الخيار الأسوأ، الذي هو العودة لـ"الوضع الراهن" الحالي والذي ساد منذ أكثر من عقد من الزمن، والذي استفادت منه إسرائيل بفرض سياسات التهجير والاستيطان والاعتقال وإنشاء المزيد من المستوطنات وتوسيع الالمستوطنات القائمة وتهويد القدس دون موقف دولي واضح وفاعل لوقف ذلك. يختاف الموقف العربي والدولي اليوم بوضوح بين تأييد خجول للدعوة الأمريكية لعودة التفاوض الفلسطيني/الإسرائيلي، وبين تشكك يصل لدرجة الرفض للترتيبات المقترحة لتحقيق ذلك. يتحتم على الفلسطينيين اليوم التفكير في كيفية دعم هذا الموقف الهادف لإسقاط "المبادرة الأمريكية" دون أن تقودنا النتائج للمساهمة في العودة "للوضع الراهن" الذي ننكوي منه اليوم. العودة "للوضع الراهن" قد يمكّن إسرائيل من الحصول على كل الميزات التي تناثرت عن الترتيبات الجديدة دون أن تكون هناك موافقة فلسطينية على الترتيبات المفترضة، ودون الإلتزام من قبل إسرائيل بأي شروط قد تفرضها عليها تلك الترتيبات.
لقد نجح الجانب الفلسطيني في لإعلان موقفه الرافض للترتيبات التي لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيتي أو أهدافة الشرعية. ولكن هذا النجاح هوجزء من المهمة، لأن الأهم هواستكمال الموقف لإبقاء القضية الفلسطينية حيّة في الأوساط العربية والإقليمية والدولية، ليس بالزيارات والعلاقات فقط بل والاقتراحات والمبادرات والاشتباك الإيجابي. لا يمض يوم في خضم الصدام القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية وإيران والسعودية وفنزويلا دون أن يتقدم أحد الاطراف المتنازعة بما فيها الولايات المتحدة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بالدعوة لمفاوضات أو لقاءات أو نقاشات.
نشهد اليوم بوادر تهاوي أواصر الدعم العربي للرؤية الفلسطينية في الدفاع عن القضية والشعب الفلسطيني، فلقد تغيّرت الأولويات بتغيّر الزمان. وكما نأمل أن يتفهم العرب أهدافنا واهتماماتنا
علينا أن نتفهم ظروفهم وارتباطاتهم وتحالفاتهم. هل ما يجري اليوم فيما يتعلق بالنازحين الفلسطينيين في لبنان والأردن، وربما دول عربية أخرى قريباَ، مرتبط بالتطورات والمبادرات الجديدة التي تريد إنهاء الخلاف الفلسطيني/الإسرائيلي استعداداَ لأوضاع سياسية جغرافية وسياسية جديدة، هل سنكون طرف في الدفاع عن مصالح شعبنا أومتفرجاً على نكبته الجديدة؟
إن الأغلبية الساحقة لدول العالم تؤيد شعبنا، وتساندنا، وتنتظر رؤيانا واقتراحاتنا ومبادراتنا البديلة .. لقد آن الأوان لمبادرة سلام فلسطينية.
تهدف هذه المبادرة/المشروع الفلسطينية لتحقيق التالي:
فحوى المبادرة الفلسطينية للسلام.
"تعيد السلطة الوطنية لفلسطينية تأكيد موقفها الثابت بأهمية التفاوض الفلسطيني/الإسرائيلي برعاية دولية ، وتبدي السلطة الوطنية الفلسطينية استعدادها للمشاركة في جهد يهدف لتحقيق هذا الهدف. كما ترى السلطة الوطنية الفلسطينية أن ما قد يسهّل التوصل للعودة لتلك المفاوضات هو تهدئة الإجراءات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية والتي تمسّ الحياة والأمن للشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.
إن عودة الجانب الفلسطيني للمشاركة في مفاوضات مكثّفة وجديّه يرتبط بالتزام الجانب الإسرائيلي باتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق التالي:
إن تصحيح تلك الإجراءت الجائرة سوف يمهّد الطريق للطرفين الفلسطيني والإسرائلي للعودة للمفاوضات بهدف التوصل لتنفيذ كافة بنود معاهدة السلام الفلسطينية الإسرائيلية الموقعة من قبل الطرفين في عام 1993 في واشنطن" وكذلك المبادرة العربية لعام 2002 في بيروت"